الاثنين، 16 أكتوبر 2017

الجهاز المركزي والانتحار


الكثير من الحوادث تحصل في المجتمع بمختلف الأسباب والدوافع إلا أن البعض وبإصرار ارتأى بربط كل خطأ وبلاء بموضوع لا علاقة له كنوع من الضغط،  وكأن ذلك هو التفسير العلمي الذي يتوصل إليه الباحثون وأصحاب الخبرة ويصرحون به بلا دراسة ، فاذا سلمنا بذلك بأن هناك جهات ومؤسسات في الدولة ولمجرد ادعاء أنها سبب  والدافع لقيام أحد مراجعيها بحرق نفسه تحت ذريعة التعسف فأن ذلك مؤشر خطير وينبغي عدم وضع الاعذار والتبريرات لمثل هذه القضايا ، وهل تصل الحالة عند التعسف في المعاملات على حد الادعاء الدعوة كل من يواجه ذلك بأن يختار طريقا للحل وهو الموت كرسالة موجهة لأصحاب القرار؟

اذا كان البعض يشجع ويبارك هذه الخطوة ويبرر سلوك التوصل إلى هذه النتائج فلينتحر كل من يشعر بأن هذا هو الخلاص، والطريقة المثلى للحياة خارج هذه الأرض.
إذا كان تفكير بعض السادة النواب أدى إلى ذلك فلا غرابة في أن نسمع ونشاهد هذه الأحداث والأفعال بين الحين والآخر ومع تزامن ، فنحن حقيقة نعاني من خطأ في فهم التبعات والابعاد وكذلك من سوء تصريحات وتصرفات بعض السياسيين الذين أيضا استغلوا هذه الحادثة في انتقاد والاساءة البالغة للجهاز المركزي والتبرير للوصول إلى هذه الحالة السيئة والتي لا تسر أي إنسان سواء تعاطف مع قضايا المقيمين بصورة غير قانونية أو وقف ضد من يستغلهم لمصالح شخصية، والموضوع لا يتغير عند هذه الاحداث ، وإنما يدعونا إلى التساؤل: ما دخل الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية والعاملين في الجهاز من رجالات الدولة بما حصل؟
الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية جهاز مستقل يقدم خدمات لفئات وشرائح كبيرة وليس من اختصاصه التجنيس وإنما يرفع الاسماء والتوصيات ، ولا أعتقد أن في الجهاز دعاة يحرضون على الانتحار لتكون هذه هي النتيجة ..! لا نقول إلا اتقوا الله يا من تلعبون بمثل هذه القضايا وأرواح الناس ويكفي التصريحات المقيتة!
من يصعب عليه حال المقيمين بصورة غير قانونية فليفتح قلبه أولا  بدل أن يستخدم قضاياهم كورقة للتكسب والكسب والاستغلال والابتزاز لمصالح لا تنتهي ، من يصعب عليه حال المقيمين بصورة غير قانونية فعليه بدلا من التحريض على الدولة أن يفتح بيته وأن يدخلهم فيه ويؤويهم بدلا من ان يعيش بعضهم بوضع اليد في كيربي وكذلك يوفر لهم العمل والمساعدة لا فقط اظهار التعاطف الموجه في شبكات التواصل الاجتماعي وترويج  التصريحات في الاعلام وفي الحقيقة لا شيء يقدم لهم من هؤلاء المتباكين.