السبت، 7 يوليو 2018

الخطاب الدينى.. قضية حياة أوموت


الخطاب الدينى.. قضية حياة أوموت 


7 يوليو 2018



بقلم : عبدالعزيز خريبط


 صدق فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى حينما قال إن تجديد الخطاب الدينى دون المساس بالثوابت هو «قضية حياة أو موت»  لهذا الشعب وهذه الأمة.. وإنّ الإساءة المتعمدة لفهم الدين والخطاب المتشدد الإقصائى لم يسهما فقط فى توفير البيئة الخصبة للإرهاب والعنف والتطرّف، لكن قاما أيضًا بتسميم مجمل نواحى الحياة بعيدَا عن المبادئ التى أرستها الديانات المختلفة وتضمَنتها الكتب السماوية. 
 عند الحديث عن تجديد الخطاب الدينى فنحن بصدد التعرض إلى «التابو» بمعنى الممنوعات  العقائدية التى لمجرد فتح الموضوعات فيها يكون الاعتقاد بأن ذلك مساس بالعقيدة والشريعة!
تناول المنهج العلمى فى التجديد والإصلاح بحد ذاته وما يحمله من أفكار وأبعاد ومستويات ونماذج من أقصى اليمين بكل التعقيدات الشائكة والتشدد والجدلية إلى التحرك لمستوى الاعتدال والاتزان والتسامح والتعايش، ضرورة ملحة لمواجهة هذا العصر والوقت؛ للخروج من مأزق ونفق التعامل مع المتغيرات والتحديات التى تتخذ من أى موقف يتطلب التجديد خروجا عن الدين، وأزمة تصادم  تؤدى إلى حوادث بين النقل والعقل، إشكاليات فى الثقافة والفهم والتميز بين ثنائية المقاصد والمعاني. 
 فى مواقع كثيرة تحول – وبشكل  جذرى – اللفظ المتغير والمعنى الثابت إلى معنى بعيد عن التفاسير، وذلك فى استخدام الكثير من العلوم والمناهج واللغات والفلسفات والنظريات الحديثة فى التجديد والإصلاح الخطابى الممنهج، لتشكيل انتفاضة لاستخدام العقل بعيدًا عن الوصايا والتخاريف وفيما يتعارض مع النقل من كتب التراث التى بدأ حظر عدد منها – أخيرًا – فى كثير من الدول العربية والإسلامية لما فيها من محتوى ينص على التحريض والكراهية، وموقف العداء والإرهاب، وما طالها من التحريف والتبديل.
الموضوعات والأبواب واسعة فى أن تضع الخطاب الدينى الإسلامى «القديم» فى السجن بعد توجيه الاتهامات رسميا بالأدلة والمستندات وإصدار الإدانات بأحكام قطعية وثابتة، خاصة عند الإصرار على منهج معين دون عمق ولا الأخذ ببقية الآراء والتأويلات، ويكون سببا فى إنتاج عقول تملؤها الحجارة والجليد لا الفكر المرن القابل للنقاش والحوار. 
 لا إنكار أن فى العالم الإسلامى أزمة وجدلية كبيرة فى الخطاب والثقافة، وفهم وتأويل النص وتفسيره.
.. ويجرى ذلك على بقية أقوال الفقهاء والعلماء وكتب التراث والتعارض الحاد والتناقض والتضارب، وكما ثبت أن الاختلاف السيسى المقرون بالدين كان سببًا كبيرًا فى إعلان الحرب الطائفية والكراهية، وكذلك الإرهاب الذى ملأ العالم، فإن الخطاب الدينى يأخذ الجزء الكبير من هذا الصراع القائم لما فيه من تأثير وتحريض على الجهل والكراهية والعداء والانتقام. 
 لذلك.. نحتاج بالضرورة إلى تنقيح وتصحيح وتجديد وإصلاح فى المسار والمنهج بعيدًا عن التعصب الذى يؤدى إلى تهييج المشاعر والكراهية والعنف والإرهاب تحت اسم وذريعة الدفاع عن الدين الإسلامى والشريعة، لما له من تأثير آخر «واسع» يخرجه عن نطاق النسق والسياق. 
 

ليست هناك تعليقات: