الجمعة، 24 أبريل 2015

مليونية خلع الحجاب


 
 

في مصر أصوات أخذت جدلاً واسعاً أكبر من حجمه في المطالبة بمليونية لخلع الحجاب وكل ذلك من أجل الفتنة والفوضى وليس كما يزعم بأن الهدف إلغاء الوصاية على العقل والسلوك والعادة، وتأتي هذه الصيحات في توقيت خاطئ ناتج عن تافهات وقصور في النظر والعقل للتعاطي مع المعطيات الجارية في المنطقة، ففي العالم العربي والإسلامي قضايا وأزمات مصيرية تنازع الفرد والمجتمع في الوجود والبقاء وما تبقى من فكر معتدل ومتزن، ولا أظن بأن من أشار إلى هذه المليونية هدفه الإصلاح وتغيير في مفهوم وعادة، فهناك من اكتفى من مثقفين وتتنورين على مر الزمان في إثارة موضوع فرضية الحجاب من عدمه وهناك دراسات وبحوث ونقاشات طويلة بمزاعم تحرير المرأة والتجديد الاجتماعي في العالم الإسلامي متناولين الجانب الشرعي والعقلي والديني والشبهات والردود من منظور جدل تاريخي تحت الضغوطات الاجتماعية والسياسية، وكل هذه الأطروحات لم تخرج بتوصيات لفكرة رفض الحجاب ومبرر واضح لتتعالى الأصوات بالنشاز لخلع الحجاب والدعوة الجاهلية إلى مليونية خلع الحجاب، ومن المفترض أن يكون هناك اتساع أكثر ونظرة ذات بعد للمستقبل تحمل رسالة ضمنية ومغايرة لاحترام الإنسان واحترام عقائده ومحاربة الفكر الإرهابي الذي نال وحصد الأرواح البريئة في كافة الوطن العربي بلا تميز لطائفة ولون وجنس.

من دعا إلى هذه المليونية ومن ركب هذه الموجة في الحماس الزائد ينبغي عليه مراجعة نفسه فهذه ليست طريقة لمعالجة أي قضية وإنما القصد بلبلة وزرع الشك والفتنة وتمزيق المجتمع، ويكفي ربيع الثورات والمليونيات التي كانت تشل البلد وتزيد الفوضى وعدد الضحايا والموتى وكانت سببا رئيسياً لفوضى المنطقة، في وقت التفنن في ذبح وقتل الإنسان البريء وهدر كرامته، وذلك ليس دفاعا عن الحجاب لضرورة الالتزام فيه وإنما هناك مواضيع مصيرية تهدد وجود وبقاء الإنسان العربي أهم من السفور أو الحجاب.
 
 

 
 رابط المقالة في جريدة الشاهد الكويتية{pdf}
 

 
 
 
 




ليست هناك تعليقات: