البعض لا ينظر إلى المرآة إلا في نظرة كلها إعجاب وغرور وكبر بنفسه وليس غير ذلك.
ولا يراجع نفسه في اتخاذ قرار لتغييره ولا يفكر بوقفة واحدة مع الذات لإعادة النظر في الكثير من السلوكيات والأشياء التي هي محل نفور الآخرين منه فمعظم هذه الشريحة لا تشعر أصلا بالذين حولهم ليشعروا بأيام قادمة وبعام جديد وطموح وأمل للتغيير إلى ما هو أفضل من حيث التواضع وإلغاء العنجهية والغرور وتقبل الآخرين لهم ...
لطالما كانت الأعمال الصغيرة تأتي عادة بالمشاريع ومن عمل غير ربحي الى المختصين والوحيدين الى ثروة وفائدة ويتم الاختلاف على نصيب كل من أصحاب العمل التطوعي ومن عمل تطوعي الى عمل فسادي يقوده مفسدين، والغريب التشابه الكبير لنفس الأسباب للعمل التطوعي فيطالبون بدعم مادي من الجهات الحكومية قبل بدء العمل وخلال أي عمل والطلب من الشركات الخاصة للقيام بالعمل التطوعي بدلاً عن قيامهم بالدور الذي على اساسه وبعد انتهائه واعادة تدويره كل هذه المراحل يتخللها مطالبات لدعم للعمل التطوعي ويصرون على طرق الأبواب لتوضيح صورة العمل التطوعي الذي هو باب للربح والمصلحة وكل ذلك تحت اسم الكويت بكل استغلال وتشويه لفكرة العمل التطوعي الذي ينبغي أن يبدأ من قناعة وجهد مبذول للاسهام في خدمة المجتمع بروح جماعية يتخللها التعاون بهدف دون مردود مادي ومعنوي...
ونعم نحن وليس حنا في معناه الذي يريدون ويقصدون من تجاوز كل القيم والمبادئ والعادات والتقاليد للمصالح الخاصة ، نحن في دولة الكويت، دولة المؤسسات دولة الخير والعطاء دولة القانون، قبل وبعد ظهور الطامعين في كل شبر من خيرات هذا البلد.
عدد من هؤلاء الكُتاب يظن بأن ما يفعلونه شطارة فمشاركتهم في أكثر من مطبوعة بنفس المواضيع مع تغير طفيف للعناوين قد يتراءى للبعض انها نجاحات بينما هي اخفاقات متتالية ، فأغلبهم يعتقد بأن مستوى عقول الناس كعقولهم لا تفرق ولا تنتبه وحركات "هذا ما قرأته باختصار" و" أرسل لي صديق" وغيرها من كلمات توضح مدى فراغ هذا الكاتب من المحتوى، لذلك كما أنا حريص على تجنب قراءة ما يكتبه هؤلاء أيضا القارئ أنا متأكد بأنه كذلك ، فقد شوهوا كل شيء حتى الكتابة والعمل الصحافي ناهيك عن المواضيع المتكررة التي لاطائل من تناولها بأسلوب رخيص..
تشتعل نيران الشرف والغيرة ويبدأ الحديث عن الأخلاق والتربية والوازع الديني في كل صورة أو مقطع فيديو يتم تداوله عبر مواقع وبرامج التواصل مع العلم بأن كل انسان يستطيع تجاهل هذه المقاطع والصور اذا لم يعد يبحث عنها أو يهتم لها، الا أن الحاصل أكثر الناس شغفا على البحث عن هذه الأشياء هو أكثر منتقد لها وربما يفضل أن يعيش هذه اللحظات لكن لم تتوفر له البيئة المناسبة لذلك..
ومل كل منا من الآخر من الشعب وأعضاء مجالس مبطلة وأعضاء المجلس المنتخب الشرعي وحكومة طويلة البال فقط تسمع وتنتظر أن يقوم أحد من أعضاء المجلس بالرد والاجابة على أي سؤال يأتي من الخارج في ندوة أو اتصال، وكأن الموضوع مسابقات ، وكاد الوقت يعود بنا الى زمن بعيد ينادي فقط الى الادعاء والتنظير..
يقودنا إلى سؤال مهم حيث دائما نتطلع الى الغرب بتعطش ورغبة في التغيير وما رأينا من حوادث متتالية في أقل من شهر يشعرنا بخوف اذا كانت هذه تصرفات تصدر من العالم الأول المتقدم والذي يتباهى بالقانون والنظام الأمني والاجراءات الحازمة والتقنيات المطورة في الحظر عن الجريمة قبل وقوعها والمحافظة على أرواح كل الكائنات الحية وغير الحية وما شاهدناه عكس ذلك، فهل القانون يعطي صاحب السلطة صلاحيات أن يتعدى في تنفيذ القانون الى ازهاق الروح بلا اجراءات أمنية متبعة؟ هل هذه هي الحضارة التي نريدها؟ هل هذا هو المستقبل الذي ينتظرنا، هل هذه هي السياسة الجديدة التي ستضاف الى القاموس العربي في تطبيق التمييز حتى باللون؟
هل الاهتمام بتفاصيل الحياة والبيئة ومكوناتها والتدخل في سياسات الدول يقود ويعطي الحق في إلغاء الآخر؟
أين نشاط جماعات حقوق الانسان التي لا تصدر تصاريحها الا في الشرق الاوسط؟
وهذا ما تداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتفاعل مع الدور المسؤول التربوي، فحينما تكون العملية التربوية تخالطها العناية والاهتمام والتواصل مع فئات الطلاب والمشاركة في فرحتهم في جميع مناسباتهم وبكل تواضع وبلا بهرجة مبالغة واعلام وكاميرات مخصصة للبث الرسمي تأكيد حقيقي لدور التربية، وهذا ما حصل فكانت زيارة مفاجئة تعبر في هذا الجانب بالمشاركة القيمة والدور الرئيسي في الرسالة التربوية موضحة أهمية تفعيل دورالمدرسة في غرس قيم وهدف سلوكي ودور النشاط في التواصل وتنمية المهارات والحفاظ على العادات والتقاليد..للمناسبة الدحة تعني رقصة شعبية تهدف إلى بث روح الحماسة والنصر بعد المعركة ..!
السلبيات تطفو في المجتمع ولا نرى سوى من يحاول صنع الانجاز والنجاح من أشياء تدعو إلى السخرية والضحك المتعمد في صورة تعبر عن مدى اللامبالاة والاهتمام للتطلعات والآمال المنشودة لمستقبل البلاد ..
فالغاية والوسيلة في التمكين في المؤسسة التعليمية حيث وصلوا إلى درجة كبيرة من مقاومة أي تغيير وأي قرار ولوكان لصالح العمل وخدمة المجتمع بعد استخدام الضغط من خلال الشارع والاعتصام ووسائل الإعلام المتاحة في أيديهم فتتراجع الوزارة وتتنازل عن الكثير وليس فقط القرار وذلك بعد المقاومة التي سرعان ما باءت بالفشل والخالية من المضادات في الوزارة التي تقودها جماعات لا تعطي أهمية واهتماماً لنوعية التعليم والمخرجات بقدر ما كانت النظرة لعوائد ربحية وشخصية لمصالح تكون منصبة بالدرجة الأولى ضد سياسة التعليم وتنمية المجتمع، فدراماتيكيا ضد كل تغير وخطوة تكون من عمل خارج مثلث الفساد ..!
الكثير من أبناء هذه الأمة يتصفون بالجهل والتخلف والوصولية ما جعل المجتمع واهماً ضعيفاً عاجزاً عقيماً، ومن يقل أن وسائل الاتصالات الحديثة هي الدافع وراء التسيب والانفلات فأقواله مردودة عليه ، فهناك الكثير من الأمم والشعوب استطاعت الاستفادة من هذه الوسائل في تطوير مناهضة المؤسسات العامة والخاصة وتنمية قدرات الشباب والاستفادة من طاقاتهم الخلاقة ، الا أن ما يحصل هنا عكس ذلك.
فقد أصبحنا في هذه الأيام لا ننتظر التنمية والتقدم والتطور والعمل الغائب بقدر مانبحث الآن عن الحضور وعن من يتكلم بكلام يحسب حساب الآخرين ومعقول ومتزن فيه نوع من الصدق والمثالية المصطنعة التي من المفترض أن تكون رداء يتجمل فيه كل مسؤول وقناعه الذي يتعامل فيه بالحياة التي أصبحت تفتقر وتنعدم فيها المثالية والكلمات التي تبث روح العمل والحياة لكل شيء في هذا الوطن، فالعفوية والتلقائية لا تصلحان في عالم يطلب بالحاح القناع للتعامل مع الناس ..
وقد يسبب هؤلاء اللصوص أزمات ومتاعب ومصائب أكثر بكثير من قيمة المال العام الذي نهب والمنصب الذي استغل بحرفية إنسان بلا ذمة ولا ضمير..
وان كانت الصورة في أصغر أحجامها وأشكالها، فهم وحدهم يشاركون بتنظيم انتخابات هذه الجمعيات ثم ينالون حظهم في النجاح المتوقع فهم وحدهم في الصندوق وعادة ما تكون تزكية لنفس الأعضاء على مدار سنوات ولا تخرج عضوية مجالس الإدارة لأحد غير حامل نفس الأفكار فهم ما زالوا يؤمنون بدور الجمعيات الصغيرة في الالتواء على القانون والمجتمع من مخالفة وانتهاك وفساد فهم اساتذة في ذلك بكل فخر، وكل ذلك يأتي في براعة متناهية الدقة، وتنفيذ الخطط والأدوار الكبيرة على مستوى الدول بعد الرفض التام والاستياء العام ...
فحبذا لوتغيرت المعاملة في الجهات الحكومية وأتخذ المسؤولين سياسة الجدية لمصلحة العمل وهدم الحواجز الإسمنتية والخشبية التي يختفين خلفها وطرد هذه العناصر التي لا تريد أن تعمل بالشكل المطلوب، فالعمل وتنمية المجتمع لا يأخذ هذه الصور المنتشرة في الدوائر الحكومية بكثرة والتي تعطي انطباعاً أنها ليست شقائق الرجال بقدر ما هي علة وشقاء على الدولة ومكون أساسي للهدر المالي أيضًا وجلوسها في البيت وتعويضها في بدل مالي بمسمى "القعدة بالبيت " أفضل من تعطيل الشوارع لخروجهن المتأخر المصاحب للفشل بالإدارة وتلمس الأعذار والجمود في العمل الذي يخلق التعطيل والفوضى الخلاقة وما أكثر مشاكلهن في قطاعات ومؤسسات الدولة..
وزارة الإعلام في الكويت تحرص على تمنع الكتب لتكون الأكثر مبيعا وانتشارا في العالم ومع انتهاء معرض الكتاب والكلمة التي جرت على الالسنة «ممنوع» حتى لو نفدت الكمية، إلا أن البعض هوايته فقط البحث عن الكتب الممنوعة، فكل ممنوع مرغوب،
فالصدق وعدم الوفاء والاستهانة بالكلمة وغيرها الكثير، أصبح من المستحيلات التي استجدت في ارض العرب فالكثير منا يقاسي ويعاني من الوعود الكاذبة والكلام المعسول في أول لقاء، ومع تقادم الزمن تمسي العهود مجرد هباء وسراب، بل قد تجرك هذه الوعود والعهود إلى دوائر مغلقة من المشكلات التي ليس لها أي عودة أو حلول وخروج، ما يجعلك تعيش في الحياة متأرجحا بي? الحياة والموت والسهر والأرق والفكر المنشغل كالذي يرميك في بئر الضجر ويفر لاهيا مازحًا بمشاعر وعقول ومصالح الآخرين..
قد تكون هذه هي السياسة الجديدة التي يأخذها بعض المسؤولين الذين لا يعملون لخدمة هذا البلد والناس وبالشكل القطعي يكون التسلسل الوظيفي والمنصب الذي تدرجوا عليه قائماً على أساس القفز على ظهور الناس وتلويث السمعة وتبادل المصالح الشخصية والمحسوبية والأمور الباطلة التي تعود بالعار والخزي على صاحبها الغافل وعلى اسرته والتي لا تنتهي إلا بفضائح وصور تبقى في الذاكرة والأرشيف...
سلسلة من السلوكيات والتصرفات التي إلى الآن لم يتم التعامل بالشكل المفروض من وزارة التربية التي لم تخرج قانوناً أو نشرة تلزم موظفيها بعدم الظهور بالشكل المسيء لهذه المهنة في عالم التواصل الاجتماعي لتبين موقفها من هذا الخطأ المتكرر لسوء استخدام بعض موظفيها ومسؤوليها أجهزة الاتصال الحديثة لتشويه سمعة التعليم ومسمى معلم عن قصد.
