الاثنين، 14 مايو 2018

مجلة روز اليوسف / الثورة على «الخطاب الدينى»!


المقالات

الثورة على «الخطاب الدينى»!

12 مايو 2018
بقلم : عبدالعزيز خريبط


لو لم يكن بعض الدعاة ورجال الدين ضالعين فى الإرهاب لما التزم نفر منهم الصمت إزاء «الدواعش» إلى الآن.. لأنه لم نسمع أو نشاهد من يدعو إلى مقاومة هذا الفكر دفاعا عن الإسلام من بعد كل هذا التشويه وإلصاق التهم التى يصعب الدفاع عنها من وقت لآخر.. فالعمليات الإرهابية تبدأ وتنتهى بمزاعم إسلامية!
القرضاوى مرة صرح بأن التفجيرات ضد المسيحيين ستستمر إلى أن يرحل رئيس جمهورية مصر العربية عبدالفتاح السيسي.. وهذا ما يدعونا إلى ربط معادلة فتاوى التكفير والقتل بالمزاج السياسى وليس الدينى.. وأن هناك علاقة من نوع خاص يمتلكها بعض الدعاة ورجال الدين مع هذه التنظيمات الإرهابية.. فإذا لم يتم القضاء على الإسلام السياسى وتقنين الفتاوي؛ فإن مسلسل الإرهاب مستمر، فهؤلاء الكهنة يغسلون عقول الشباب من أجل مصالحهم السياسية، وتحقيق أحلام المجانين فى وصول الإخوان للحكم فى مصر وغيرها من البلدان.
المنطقة تشهد صراعا متجددا.. والعالم يحتاج إلى عقود من الزمن؛ لكى يعيش فى استقرار وأمن وأمان، فالفرد الذى يعيش وحده فى أدنى قرية أو منطقة من العالم الثالث، وفكره ممتلئ إلى الآخر بالفكر الضال والنحر والحزام الناسف وتفخيخ المركبات قد يشكل قلقا وإرهابا للعالم لما يملكه من أفكار.. وكذلك أعمال وممارسات إرهابية تؤهله إلى الصعود للهاوية والعالم السفلى بأسرع الطرق والوسائل وعن اقتناع جازم..!
الفرد العربى بطبعه كسول وعنيد، وغير مرن والمنطقة لم تطهر من الخزعبلات والأساطير.. بالإضافة إلى أن العقول لم تنضج بما فيه الكفاية وكذلك الخبرة.. وحتى نتمكن من زراعة حديقة من الورد الجميل علينا أولا  أن نحرث الأرض جيدا؛ لكى تكون صالحة للزراعة.
وينبغى فى هذا الوقت تأهيل المنطقة لكى تكون أيضا صالحة للعطاء والتنمية.. ومن ثم تصحيح مفهوم الديمقراطية.. فى سياق ثورة شاملة على «الخطاب الديني»  التقليدى، وتقويض سلطة رجال الدين.
فأى ثورة وأى إصلاح وتصحيح للمسار فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على أى سلطة ينبغى أن تكون فى مقاومة نفوذ دعاة ورجال الدين، والأحزاب، والتيارات الإسلاموية التى مآلها ومصيرها الفشل.
وفى اعتقادى هذه أحد أهم أسباب فشل ما يسمى الربيع العربى «الوهمى» وكذلك تدهور سياسات الدول العربية.. فالشعوب الأوروبية قامت بالثورة على رجال الدين والكنيسة قبل أن تقوم بثورة على نظام الحكام ورجال السياسة، وثورتهم هذه قادها تنويريون وفلاسفة ومفكرون وأصحاب المبادئ والقيم والأخلاق، وليس الذئاب المنفردة وعصابات ومجرمين وإرهابيين يقودهم أبوبكر البغدادى والظواهرى والعرعور ومحمد مرسى، ولهذا نجحت وكانت القيادة والريادة للعالم الأول.



ليست هناك تعليقات: