السبت، 26 مايو 2018

خلط «الدواجن» بالخطاب الدينى!

خلط «الدواجن» بالخطاب الدينى!


26 مايو 2018

بقلم : عبدالعزيز خريبط


الفرق الوحيد الذى يفصل الداعية «عمرو خالد» عن غيره من الدعاة الجدُد والشيوخ المودرن والحركات الدعوية المنظمة هو أنه اتجه بإعلان عن شركة الدواجن والتجارة بشكل صريح، «فالدعوة فى هذا الوقت «مش جايبة همها»، وكما قال شيخنا «عمرو خالد» «لن ترتقى الروح إلا عندما يصبح جسدك وبطنك «صح»!
بخلاف غيره من المتاجرين فى الدين من المتأسلمين والمؤدلجين والمتخصصين فى العمل بالتجارة والطب الشعبى والعطارة وأنواع البخور والطيب والحلوى والملابس النسائية و«السبح» والمقاهى والعقار والأماكن الترفيهية وغير ذلك واستغلال الدين فى كثير من الأمور والأحوال والظروف والأوقات، فالمسألة لدى البعض ربح وخسارة، تجارة رابحة باسم الله والدين.
وقد يكون لـ«عمرو خالد» التأثير على عدد ليس بالقليل من الشباب وليس بالكثير لكنه على هذا المستوى قد لاقى الانتقاد الواسع فى هذه الخطوة وفى صفحته الخاصة مع أن الكثيرين يعملون فى هذه التجارة والاستغلال الدعوى قبله ولهم صيت واسع وأسماء اشتهرت ولايزالون دون توجيه أى نقد أو تعريض لهم.
«عمرو خالد» اشتهر بالقناة الفضائية «اقرأ» فى السابق وبأسلوبه القصصى والدرامى والتراجيدى وميله للعيش برفاهية، فهو لا يرى تعارضًا بين العيش برفاهية والتدين، وربما يريد أن يصل إلى نسخة وإصدار «أوشو» الفيلسوف الهندى الشهير، لكنه لم يستطع ذلك، فقد كان سرده وأسلوبه الدرامى له حد فى القبول رُغم تعبيرات الوجه ووصوله إلى مرحلة البكاء عندما يتطلب الأمر، والذى كان مثار سخط مشايخ ودعاة إسلامويين وانتقادات من داخل الوسط الدعوى، الأمر الذى كان مفتاحًا لعبور نسبة من الشباب، خصوصًا الدارسين فى الجامعات ومن لديه مستوى أكاديمى بسيط من الانتقال إلى مرحلة جديدة وعالم آخر، حيث يبدأ بالاستماع لمثل هؤلاء، وإذا دخل فى «جو» هذا الداعية المسخوط عليه من داخل الوسط الإسلاموى نفسه يبدأ المنقاد لمثل هذه الأفكار والتوجهات السير دون وجهة والبحث عن غيره ويبدأ فى الاطلاع والبحث والتحرى حتى فى الكتب عن المزيد ليروى الجانب المعرفى الذى سرعان ما يتحول إلى سلوك ونمط متشدد يصعب تقبل أى فكرة أو فتح باب للحوار.
قد يظن البعض أن المسألة حميدة فى الاستماع بشكل غير منظم ودون وجود عقيدة راسخة ووجهة وسلام داخلى وهدوء نفسى إلا أن الواقع يترجم مثل هذه الدعوات والإعلانات إلى الانقياد للعوالم الأخرى الصاخبة وانتهاءً بالحزام الناسف وقتل الضحايا والأبرياء، فمن يدخل العالم الدعوى «الصورى» من دون عقيدة راسخة يتعرض لتوهان والضياع والانقياد فى غياهب الوجهة والجهة المعلومة.
فى هذا الطريق تصاغ العقول المتطرفة والإرهابية بكل أنواعها، فالدعوة خرجت عن الحكمة والموعظة والنصح إلى الإعلان التجارى، وكما قال فضيلة الشيخ المودرن «لن ترتقى الروح إلا عندما يصبح جسدك وبطنك «صح»...! >




ليست هناك تعليقات: