السبت، 18 فبراير 2017

في التربية.. لا اهتمام ولا قانون.!


في التربية الكثير من الأشياء المفقودة والغائبة والتي تحتم حضورها والاهتمام بها بعيدا عن الفشل والاخفاقات المتتالية في التعليم  فهناك قضية مصيرية تتعلق بالاهتمام بأرواح الطلاب والعاملين في المدارس والوزارة  فلا توجد هناك مراجعة جادة للصحة الوقائية جادة لاجراء الفحوصات الطبية وايضا تنسيق بين وزارتي التربية والصحة وهذا ما نتج عنه الكثير من الشائعات وايضا الحوادث والاصابات والامراض المعدية  فبعد حادثة إصابة معلمة كويتية بمرض الدرن الرئوي وبعد أن أوضحت الوزارة أن ادارة الصحة الوقائية التابعة لوزارة الصحة اجرت فحوصات على الطلبة والمعلمات واعضاء الهيئة الادارية والاشرافية من العاملين في المدرسة وأن النتيجة جاءت سلبية كان هناك تفاعل ونأمل أن يكون هناك اهتمام أكثر فبعد كل هذه الاخفاقات والتدني في مستوى التعليم ستكون الفضيحة أنه لا يوجد هناك طلاب في المدارس نتيجة الاهمال بعد كل هذه المؤشرات التي تبدأ من المراحل المبكرة في انتشار القمل بين الطلاب الصغار في رياض الاطفال.!
• في السابق  كنا نهرب في الطرقات المتفرعة عندما نرى معلمنا قادما في الطريق  ولم يكن الهروب خوفا وذعرا بل كان حبا وتقديرا واجلالا لقيمته وهيبته  فقد كان المجتمع يضع قدرا كبيرا للمعلم كما وصل الحب والتقدير للمعلم إلى درجة أن أولياء الامور في السابق كانوا يشكون سوء تصرف الابن الى معلمه  وكنا نخاف ونرتعد عندما نسمع أنه سيتم اخبار المعلم بما نفعل او نقول  ورغم قلة الموارد وعدم توفر الادوات الحديثة إلا أن معلم السبعينات والثمانينات استطاع أن يخرج اجيالا من المتعلمين والمثقفين والناجحين في شتى مناحي الحياة  مما عكس ذلك على المجتمع نهضة وتقدما وتطورا  لكن وللاسف  الشديد تدور عجلة الزمن  ولكنها تدور الى الوراء بدلا من الدوران الى الامام  ونصل إلى اليوم الذي يهرب فيه المعلم في الطرقات المتفرعة تاركا الطريق كله لطلابه خوفا من السفه وسوء الخلق  فهناك كمية من الحقد في قلوب وعقول الطلاب وكذلك أولياء الامور للمعلم  ففي كافة الاحوال والبلدان العربية تحول الطالب إلى عدو لمن يمتهن هذه الوظيفة  وأصبح جل هدفه واهتمامه الانتقام والسخرية منه ومن مهنته  واذا أجري للمعلمين استبيان عام  سنجد أن كافة المعلمين كانوا يتمنون مهنة غير مهنة التربية والتعليم  ليس كرها فيها بل كرها لما يجدونه من الطلاب والإدارات والتواجيه والقرارات التي ضده  علاوة على ولي أمر الطالب الذي يأتي ماسكا خنجرا مسلولا ومسموما  ليقطع به رأس معلمه السابق ومعلم ابنه الان  علاوة على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة والتي تصور المعلم بصور مزرية حاطة من الكرامة وباشكال تثير المقت والسخرية  وأصبح طالب السبعينات والثمانينات الهارب من معلمه حبا وتقديرا هو نفسه معلم الان الهارب من سفه المجتمع  فهل هذا هو شعور معظم المعلمين والمعلمات حاليا؟!  نأمل أن يكون هناك قانون ليحيمه بعد كل هذا الخذلان.

ليست هناك تعليقات: